“الشرق” راشد والمركز الدبلوماسي
بقلم : د. سعد بن حوفان الهاجري الخميس - 12:53 12/03/2015
راشد والمركز الدبلوماسي
منذ أيام قمت بزيارة للشقيقة قطر، وهي أول زيارة لي بعد أن بدأت بالكتابة في جريدة “الشرق” القطرية، وكان برفقتي أخي العزيز محمد بن رشيد الزميع، وللأمانة حرصت كل الحرص على زيارة مقر الجريدة والالتقاء بالسيد جابر الحرمي رئيس التحرير، وبعض الإخوة هناك، لكن حالت الظروف والوقت دون ذلك، لكن كسبنا شيئا مهما وهو رؤية الزميل الغالي بالجريدة محسن بن فهد الهاجري.
وهذا الرجل يملك من الأخلاق والأدب والثقافة الشيء الكثير، وقام مشكورا باستقبالنا بحفاوة بالغة، وكان معه إخوة أفاضل، هما الأخ مبارك السليطي، والأخ محمد المرزوقي، وكانت نعم المعرفة بما يمثلانه من المعدن الأصيل للشعوب الخليجية وروح الألفة بينهما، والأخ محسن الهاجري مرشح الآن لمجلس البلدي – في قطر – أسأل الله له التوفيق والسداد في مسعاه.
لكن قبل لقاء بالأخ محسن الهاجري، كان لي موعد قبله مع رجل طموح يسعى أن يقدم شيئا لبلده وأمته من خلال فكرة كانت في مخيلته وتبلورت حتى أضحت واقعاً، إنه الأخ راشد بن سفر الهاجري رئيس المركز الدبلوماسي للدراسات الإستراتيجية، الذي تشرفت بمعرفته في الكويت، وطلب مني زيارته في قطر والاطلاع على حلمه الذي أصبح واقعا ملموسا.
زرت العزيز “راشد” في مكتبه في النادي الدبلوماسي الذي يقع على ضفاف الخليج العربي، حيث يقع المركز هناك وهو كما علمت مكان مؤقت حتى يتم الانتهاء من المقر الرئيسي للمركز الدبلوماسي، وكان حاضرا للقاء د. عصام عبد الشافي مدير البحوث والدراسات بالمركز، وقاموا مشكورين بالشرح لنا عن ماهية المركز، والوحدات التابعة له.
حيث ذكروا أن المركز يتكون من ثلاث إدارات، هي:
– إدارة الدراسات والبحوث
– إدارة فض المنازعات
– إدارة الخدمات المساندة
وكل إدارة من هذه الإدارات يقع تحتها عدد من الوحدات المقسمة حسب طبيعة الأعمال المتعلقة بها.
قدم الأستاذ راشد بن سفر شرحا مختصرا وافيا عن فكرة إنشاء المركز، فقال: إن هذا المركز يعتبر المركز البحثي المستقل الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط من ناحية تخصصه في فض المنازعات، نظرا لافتقار المنطقة لهذا النوع من المراكز المتخصصة في هذا المجال. بحكم أن وطننا العربي يعيش الآن مرحلة فاصلة في تاريخه مليئة بالصراعات والمناوشات من أطراف سياسية واقتصادية مختلفة، مؤكدا أن المركز انفرد وتميز عالمياً بتقديم أبحاثه ودراساته التي تحلل الصراعات والمنازعات العربية والسياسية والاقتصادية، وذكر أيضا أن من مميزات المركز أن بحوثه ومناقشاته تطرح باللغات الستة المعتمدة من قبل الأمم المتحدة وهي (العربية، الإنجليزية، الصينية، الفرنسية، الروسية)، ولدى المركز قاعدة بيانات قوية ومجموعة من الباحثين والمفكرين الخليجيين والعرب.
لقد اطلعنا في الحقيقة على تجربة – في تصوري وتوقعي – أنها ستلقى رواجا في المنطقة العربية بشكل خاص والعالم بشكل عام، خاصة عندما رأيت النظرة الثاقبة لدى القائمين على المركز والتي تهدف لبناء قيادات في مختلف المجالات والتخصصات، معتمدين في ذلك على التخطيط والدراسة والتأهيل، رافعين شعار “لا مستقبل دون تخطيط ولا تخطيط دون دراسة ولا دراسة دون وعي ولا وعي دون إعداد وتأهيل”.
في الختام يطيب لي أن أسجل في هذه المناسبة أن ما وجدته من روح لدى أصحاب المركز كفيل بصناعة المستحيل وتجاوز الصعاب، فلهم كل التوفيق والسداد.